ريم الثلاثاء مارس 23, 2010 10:58 amبسم الله الرحمن الرحيم
المراهقة فترة يمر بها كل شخص من الجنسين لا محالة.
وتلك الفترة تختلف من شخص لشخص في بدايتها ونهايتها.
ومن هنا لا بد أن نتفق جميعاً أن ذلك السن ماض علينا لا محالة.
تلك الفترة في حياة الإنسان التي تسمى بالمراهقة لا يمكن إن يعترف بها المراهق حتى لو حاولنا إقناعه بأنه مراهق فلن يقتنع ولكن هناك طرق كثيرة لتوجيهه علمها من علم وجهلها من جهل إلا وهي طرق الإعداد من قبل الأم والأب والمحيط الذي يعيش فيه.
المراهق عادة وخاصة الذكر يعاني من ردات الفعل والإعجاب برأيه أو بوضعه.
بل يعتقد أو يجزم أنه هو الأصح والعالم هم الخطاء.
وهو المفكر والعالم هم الأغبياء.
وهو الشجاع والعالم كله جبناء أمامه.
ويدخله تفكيره في متاهات قد لا يصدقها العقل والمنطق.
والسبب أنه دخل في فترة الانتقال من الطفولة والضعف إلى مرحلة الشباب أو الرجولة والقوة فشعر بتلك النقلة في حياته ولكنه ما زال لا يعلم سلبياتها وعواقبها لأنه جديد لم يكتسب الخبرة الكافية التي يعتمد عليها في تحليل الأمور.
تعجبت من أفكار مراهق كان يحدثني قبل فترة ليست بالقصيرة عن عقليته الفذة وأن بإمكانه أن يكون رجل ثري في ظرف زمني قصير بطريقة لم يسبقه عليها أحد.
فأخذت أتخاطب مع ذلك المراهق وأنظر ما هي الأفكار التي يصورها له عقله.
فأطلعني على فكرته التي لا يمكن إن تنجح وإنما هي فكر يراوده وفي اعتقاده أنه سيحقق ما يخطط له.
تلك الفكرة التي أطلعني عليها تتمحور في أن ذلك المراهق يريد أن يقترض من شخص مبلغ مالي يقدر بمائة ريال على سبيل المثال ثم يعود له مرة أخرى وفي نفس اليوم ويسدد ديونه ويطلب من الشخص الذي استدان منه إعفاءه من عشرة ريالات ويكون بهذه الطريقة قد كسب مبلغ العشرة ريالات في نفس اليوم ويذهب لعدة أشخاص ويقترض منهم ويكون عددهم على سبيل المثال عشرة أشخاص ويكون في هذه الحالة قد حصل على مبلغ مائة ريال من العشرة أشخاص وهلم جرا.
من هنا لا نستطيع أن نقول للمراهق أنت مراهق وتصرفك خاطئ بل نقول له جرب طالما أنك تطرق تجربه لا تضر قيمك وعرفك وأن نجحت فكرتك فستجدنا أحد أعضاء الفريق الذي تديرهم وتخطط لهم ولكن اعتبرنا أول من يرفض طلبك حيال رغبتك في القرضة الحسنة من قبلنا وكما تتوقع أنك ستجد من يقرضك فلا بد أن تتوقع أن لا تجد من يقرضك حتى عشرة ريالات.
أخي المراهق أختي المراهقة.
الحياة ليست أفكار تطرق مخيلتنا وتنفذ على أرض الواقع وليس كل فكرة ناجحة وإنما يحتاج للفكرة خبرة في الحياة والخبرة لا تأتي في يوم وليلة وإنما في سنوات.
ونحن لا نقول أن المراهق لا تفكير له بل له أفكار ولكن هل تمتزج تلك الأفكار بالخبرة في الحياة ؟
ويجب على المراهق النظر للواقع أكثر من النظر للأمور بمخيلته لأن الفكر هو تصوير لشيء ما يريد تنفيذه على الواقع دون أقرانه بالتجربة أو الاعتماد على أهل التجربة كالأب والأخ وووو الخ.
مثلاً المراهق عندما تتبادر إلى ذهنه أفكار فيجب عليه التأني وعرض فكرته على الغير وإحاطتها بالسلبية من جميع الجوانب.
وإذا لم ينجح في فكرة ما فعليه أن يجعلها خبرة في الحياة بل يجعلها قاعدة للأفكار الأخرى التي تمر بمخيلته وأن لا يجزم في نحاج الفكرة طالما أنها تنقصه الخبرة في الحياة.
كذلك بعض الفتيات المراهقات ربما تجرهن أفكارهن إلى متاهات يقعن فيها وهن لا يشعرن.
وحبذا لو كان هنا من يوضح توجه الفتيات أثناء المراهقة من قبل بنات حواء حتى تعم الفائدة لأننا نجهل بعض غرائز حواء وأفكارها وأهل مكة أدرى بشعابها.
انتهى
